الاثنين، 15 فبراير 2010

العدسة المهاجرة :محمد ولد إدومو


العدسة المهاجرة:


تاريخ من العطاء

في السبعينيات والثمانينيات أنجبت موريتانيا سينمائيين كبار من أمثال محمد ولد السالك الذي يعتبر أول متخصص في التصوير السينمائي في موريتانيا والذي رافق همام أفال في أفلامه الثلاث قبل أن يعمل لاحقا في تصوير نشاطات الحكومة الموريتانية وتوزيعها على وسائل الإعلام قبل تأسيس التلفزيون الوطني وقد توفي في انفجار طائرة كانت تقله رفقة الوزير الأول الموريتاني ولد بوسيف سنة 1980 . ثم محمد هندو الذي غادر إلى فرنسا مهاجرا سريا، وعمل طباخا وحمالا، قبل أن تغلبه ملكته الفنية، وتحمله إلى خشبة المسرح الفرنسي التي ضاق بها ذرعا، كونه ممثل أسود في مجتمع عنصري.. فاختار طريق الفن السابع ليدرس السينما على نفقته الخاصة. حاول في بداية مشواره السينمائي إخراج أفلام متوسطة بمجهود شخصي عالجت في أغلبها مواضيع الهجرة والعنصرية والتمييز، ومشاكل القارة الإفريقية، ومن أشهر أفلام هندو فلمه الأول "جولة في المنابع، 1967" وهي قصة إفريقي أسود هاجر إلى فرنسا، لكنه قرر طواعية العودة إلى وطنه، فدفع ضريبة هذا القرار. و "أيتها الشمس، 1969" وهو أشهر أفلام هندو على الإطلاق يعالج بعمق وروية مشكلة الرق، ويربطها بالاستعمار، بطل الفلم الذي جاء إلى باريس بحثا عن عمل ومسكن، يصبح في النهاية على شفا الجنون بعد سلسلة من المضايقات العنصرية والتمييزية، وينطلق في اتجاه الغابة دون أن نفهم خطوته الموالية، عنوان الفلم هو مقطع من أغنية إفريقية قديمة كان يدندنها الرقيق في طريقه إلى أسواق النخاسة الأوروبية ؛ "كل مكان ولا مكان، 1969"، قصة زوجين فرنسين من خلال واقع إفريقي ؛ "جيراني، 1973"؛ "العرب والزنوج أو جيرانكم، 1973" في هذين الفلمين يلقي محمد هندو الضوء على واقع الأفارقة السود في فرنسا لكن هذه المرة يضيف إليهم العرب المهاجرين ويمنحنا الفلمان تأشيرة دخول إلى المصير الموحد بين الأفارقة والعرب في أوروبا؛ وقد أخرج أفلاما أخرى عديدة منها: "ملك الحبال، 1969"؛ "يكفينا من النوم حين نموت، 1976"؛ "البوليساريو.. شعب مسلح، 1978"؛ "ساراوينا، 1986"؛ "ضوء أسود، 1994"؛ "وطني، 1998"؛ "فاطمه، 2004". لينتهي به المطاف مقيما في العاصمة الفرنسية، ويعمل الآن مدبلجا لصوت النجم الأمريكي "أدي ميرفي".

والمخرج سيدني سوخنا الذي غادر هو الآخر إلى فرنسا في نفس الفترة مع محمد هندو، الفرق الوحيد أن سوخنا هاجر من أجل الدراسة، وتخصص في السينما وأخرج باكورة أعماله "الجنسيات المهاجرة، 1975" الذي نال عنه جائزة لجنة التحكيم في فيسباكو سنة 1977 وفلمه الثاني "سافرانا، 1978". بعد ذلك عاد سوخنا من منفاه الاختياري إلى أرض الوطن لكنه ترك الحلم السينمائي هناك في فرنسا، وتفرغ للعمل الحكومي والسياسي، وهكذا تقلد عدة مناصب دبلوماسية، و حقائب وزارية وبين هذا وذاك انتخب نائبا في البرلمان الموريتاني.

ثم كانت أواخر الثمانينات من القرن العشرين حينما برز إلى الوجود المخرج الكبير عبد الرحمن سيساغو، الذي ولد في مدينة كيفه الموريتانية، وتربى في باماكو، وتلقى تكوينه السينمائي في الاتحاد السوفييتي آنئذ.. سيساغو ظاهرة سينمائية بكل المقاييس نال أرفع الأوسمة والنياشين وفاز بأكبر الألقاب في مختلف التظاهرات السينمائية، من أبروها فوزه سنة 2005 بالجائزة الأولى في مهرجان فيسباكو السينمائي، الذي ينظم كل عامين في العاصمة البركنابية وغادوغو، والذي يعتبر أكبر مهرجان سينمائي في القارة السمراء، عن فلمه "في انتظار السعادة"، كما فاز نفس الفلم بجائزة الجمهور في مهرجان "كان" الفرنسي، هذا فضلا عن عشرات الجوائز والتكريمات في عديد المهرجانات الكبيرة، كمهرجان برلين السينمائي، ومهرجان القاهرة، ودبي، و أوسكار، وقرطاج إلى آخر القائمة.. عن أفلامه العديدة والتي من بينها "اللعبة، 1989" وهو فلم التخرج من معهد "فغيغ" السينمائي، ويحكي قصة الحرب من خلال لعبة أطفال في تركمانستان، وقد تم اختيار هذا الفلم للعرض في مهرجان "كان"، ما أعطى قوة دفع مميزة لسيساغو ليواصل أربع سنوات بعد ذلك في فلم "أكتوبر، 1993" ويحكي قصة إدريسا الإفريقي الذي أنهى دراسته، وتوجب عليه العودة إلى وطنه، لكن إيرينا، حبيبته الحامل تمثل رابطا قويا يصعب معه الرحيل؛ "الجمل والعصا المترنحة، 1996" وهو اقتباس عن قصة لجان لافونتان؛ "صبرية، 1997" صور هذا الفلم في تونس، ويحكي قصة صديقين تصبح علاقتهما على المحك في مواجهة مع الحب بعد تعرفهما على البطلة؛ "روستوف – لوندا، 1997" وهو رحلة المخرج من مدينة روستوف الروسية في اتجاه لواندا العاصمة الانغولية، بحثا عن صديق دراسته الذي انقطعت أخباره بعد الحرب الأهلية التي ضربت أنغولا نهاية القرن الماضي، ويحاول الفلم أن يضعنا في جو الحرب وما خلفته دون أن يصورها مباشرة؛ "الحياة على الأرض، 2000" وهو فلم يحكي كيف تعيش قرية إفريقية نائية لحظة نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين؛ "في انتظار السعادة، 2002" فلم يحكي السيرة الذاتية الشخصية للمخرج موزعة على عدة أبطال، ويناقش الفلم أيضا مواضيع التواصل في مفهومه الواسع من خلال الشاب عبد الله الذي تربى بعيدا عن وطنه، وجاء في زيارة يكتشف على إثرها صعوبة التواصل مع مجتمعه نظرا لحاجز اللغة فيقرر السفر الذي يفشل فيه أيضا ، كما أن الفلم طافح بالدلالات والإيحاءات والصور الشعرية التي تستنطق المنفى في مدلوليه الداخلي والخارجي، وقد حقق هذا الفلم الذي تم تصويره في مدينة نواذيبو الأطلسية عديد الجوائز؛ وآخر أفلامه "باماكو" الذي أقام الدنيا وأقعدها إذ عالج لأول مرة مشاكل الدول الإفريقية من خلال محاكمة صورية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي باستغلالهما الفظيع لاحتياج الدول الإفريقية إلى القروض، وقد تم اختيار سيساغو في لجنة تحكيم مهرجان "كان" الذائع الصيت نسخة 2007 ليكون بذلك أول إفريقي ينال هذا الشرف، كما توج في اكتوبر من العام الماضي بوسام فارس في الثقافة والفنون في نظام الاستحقاق الفرنسي.

الآن يعيش في أوروبا أيضا جيل من الشباب الموريتاني يحترف السينما، خصوصا السينما الوثائقية، من أمثال الشيخ انجاي صاحب الفلم الوثائقي الشهير "المعلومة نجمة الرمال، 2005" وهو بروتريه عن نجمة الموسيقى الموريتانية المعلومة منت الميداح، وكريم مسكه وهو مخرج ومنتج أفلام وثائقية يعيش في فرنسا كما يعيش في الخليج مخرجون موريتانيون ومنتجو أفلام وثائقية من أبرزهم المخرج عبد العزيز أحمد محمد الحسن.
في موريتانيا..

صابرون على رمض الرصيف

في موريتانيا لا توجد كما أسلفنا صالة سينمائية واحدة ولا معهد متخصص في السينما، ولا يوجد حتى قطاع حكومي مكلف بالسينما.. أحيانا تعتبرها وزارة الثقافة منضوية تحت يافطة إدارة الثقافة والفنون، وأحيانا يدعي قطاع السمعيات البصرية بوزارة الإعلام تبعيتها له؛ وبين هذا وذاك تضيع السينما، وفي مشهد كهذا يقول سينمائيون موريتانيون انه حق لأولئك الذين اختاروا المهجر ملاذا وواصلوا من هناك حبهم للوطن وحبهم للسينما مفضلين السكنى في مناخ يوفر له إمكانية الصناعة السينمائية ويوفر لهم جوا للإنتاج والعمل وفضاء للتلاقي والاحتكاك، حق لهم أن يتركوا أرض الوطن ما دام لا يلبي ابسط متطلبات فن أحبوه وتخصصوا فيه، ولا يملكون من ربقته فكاكا.. إلا أنه هناك أيضا شباب أخر قرر أن يضرب بالعوائق عرض الحائط ويبقى رغم شظف البقاء؛ شباب ومسنون أفاقوا بعد عشرين عاما من سبات السينما الموريتانية في موريتانيا، وقرروا بمحض إرادتهم أن يحفروا في الصخر عسى تولد يوما من رحم موريتانيا سينما موريتانية بمقاييس موريتانية، تستنطق المجتمع وتتمرآه، تتشكل منه لتعود إليه شكلا فنيا رائعا، إلا أن غياب مؤسسات الإنتاج، وعدم اهتمام التلفزيون الوطني بالإنتاج، ولا حتى ببث المنتوج السينمائي الوطني، أدى إلى نقص في الإنتاج المحلي، كما أن معظم الأفلام التي أنتجت في موريتانيا هي أفلام في أغلبها وثائقية نظرا لمحدودية الوسائل وضعف الإمكانيات ومن بين من أنتجوا أفلاما محلية المخرج يسلم ولد تاج الدين وهو مخرج برامج تلفزيونية؛ ومدير مؤسسة إنتاج في السمعيات البصرية وقد أنتج ولد الدين وأخرج فلم "معطى مولانا.. الجنسيات المتحدة" وهو وثائقي قصير يحكي قصة التعايش بين 11 جنسية في قرية موريتانية صوفية صغيرة هي قرية معطى مولانا؛ و كذلك سيدي ولد السباعي الذي أخرج وأنتج فلم "المحاظر.. جامعات الصحراء"، الذي عالج من خلاله المدارس القرآنية التقليدية التي ما زال إشعاعها مستمرا رغم هيمنة التعليم العصري في موريتانيا، كما تحاول وكالة ترقية السينما الموريتانية التي أسسها نجل أب السينما الموريتانية المرحوم همام أفال البحث عن وسائل للإنتاج تمخضت حتى الآن عن إنتاج فلم مزيج بين الوثائقية والروائية هو "لفريك، 2006" وهو استحضار للتراث الموريتاني.

وفي إطار السلسلة الوثائقية الإفريقية الشهيرة أنتجت المخرجة مريم منت بيروك فلمها "الباحثات عن الحجر، 2009" وهو فلم وثائقي يتحدث عن نساء مدينة ازويرات في رحلة بحثهن عن الأحجار الكريمة وقد توج في مهرجان "فيسباكو" كما فاز بجائزة الأمل الوثائقي في مهرجان السينما الإفريقية الخامس ببروكسل.



دار السينمائيين الموريتانيين

دار السينمائيين الموريتانيين هي مؤسسة مستقلة أسسها المخرج عبد الرحمن ولد احمد سالم الذي مارس المسرح فترة طويلة قبل أن تستهويه المعلوماتية في بداية دخولها إلى موريتانيا، التقى بسيساغو بداية هذا القرن، وعمل معه مساعد مخرج في فلمه في انتظار السعادة الذي تم تصويره في مدينة انواذيبو، وخلال هذا التجربة أخذ ولد احمد سالم بسحر السينما وجاذبية الصورة وقرر أن يلتحق بهذا الميدان، وكانت البداية من "المدرسة الدولية للسمعيات البصرية والإخراج" بالعاصمة الفرنسية باريس، هناك أخذ عبد الرحمن احمد سالم تقنيات الصناعة السينمائية، من كتابة السيناريو وحتى عرض الفلم، مرورا بالتقطيع الفني والتصوير الرقمي والمونتاج والصوت والضوء والإخراج.. إلخ، ثم عاد إلى أرض الوطن ـ خلافا لكل المتخصصين في هذا الميدان الذين استقروا في أوروبا ـ وانشأ "دار السينمائيين"، وبعد ان قام بسلسة من الدورات التكوينية لشباب يشاطروه نفس الفكرة استطاعت دار السينمائيين أن تكون مؤسسة بمفهوم الكلمة تمضي بتؤدة إلى تحقيق أهدافها التي هي في الأساس إيجاد ثقافة سينمائية في هذا البلد، وذلك من خلال مجموعة من البرامج ترتكز على مجالات التكوين من أجل إيجاد كادر بشري لتوسيع القاعدة، بواسطة تنظيم دورات تكوينية وورش تدريبية عامة حول الصناعة السينمائية بشكل عام أو متخصصة كورشات قي الكاميرا أو المونتاج أو الكتابة السينمائية بشرف عليها متخصصون موريتانيون وأجانب. ثم البث وذلك بتوفير بديل لدور العرض التي اختفت بالتركيز على عرض افلام ملتزمة تحمل أفكارا، وتسمو بأذهان الجمهور، إضافة إلى أفلام أخرى تحسيسية وتوجيهية وتثقيفية، ويتم استغلال الساحات العمومية في كبريات المدن لتنظيم عروض سينمائية منتظمة لأفلام لا تتاح للموريتانيين فرصة مشاهدتها على الفضائيات؛ وكذلك من خلال قافلة سينمائية هي "الشاشة الرحالة" التي تجوب طول البلاد وعرضها لعرض أفلام للبدو الرحل وقاطني الأرياف البعيدة، والذين ربما لم يشاهدوا في حياتهم صورة متحركة، ثم إن دار السينمائيين تركز أيضا على الإنتاج لأن "استهلاك صورة الآخر يجب أن يتوقف"، يقول الطالب ولد سيدي سينمائي موريتاني ويتابع " فنحن بحاجة إلى أن نشاهد بعضنا البعض، وأن نشاهد أنفسنا من خلال عدساتنا، لا أن نشاهد الآخر من خلال عدسته، أو أن نشاهد أنفسنا بعدسة الآخر".

وهكذا أنتجت دار السينمائيين منذو تأسيسها لحد الساعة ما يربو على خمسين فلما للمحترفين وللهواة ؛ المخرج عبد الرحمن أحمد سالم مدير دار السينمائيين أخرج من إنتاج دار السينمائيين عديد الأفلام الوثائقية والروائية، من بينها "نواكشوطي، 2005"، وثائقي يقدم بطاقة تعريف من زوايا خاصة لمدينة نواكشوط في يوبيلها الفضي؛ "رجل وخيمة وعلم، 2005"، وهو فلم وثائقي يتحدث عن بداية تأسيس موريتانيا الجديدة سنة 1960 مباشرة بعد الاستقلال حينما لم تكن هناك إلا خيمة مضروبة، وعلم قيد التخيل، ورجل هو أبو الأمة الموريتانية، أول رئيس لموريتانيا المختار ولد داداه؛ "جذور مشتركة، 2006"، فلم يعتمد على الموسيقى، ويسعى إلى اكتشاف أوجه الشبه بين الموسيقى الموريتانية والفلامينغو؛ "1 ، 2 ، 3 و4، 2008"، يحكي تجربة المخرج مع تعلم اللغة الفرنسية، في بلد عربي كان يوما ما مستعمرة فرنسية؛ "وادان تي في، 2008"، وهو ثمرة ورشة تدريبية أشرف عليها ولد احمد سالم في فرنسا لشباب فرنسيين وموريتانيين حول السينما؛ "تاكسي الديمقراطية، 2007"، فلم روائي يطرح للنقاش مفهوم الديمقراطية في العالم الثالث من خلال مجموعة من الركاب في حافلة نقل عمومية؛ "جمعيتنا، 2009" وثائقي عن البرلمان الموريتاني.

بينما كان عبد الرحمن أحمد سالم مساعد مخرج أول، أو مخرج منفذ في عديد الأفلام الطويلة والمتوسطة لعل من أبرزها فلم عبد الرحمن سيساغو الذي حقق نجاحات باهرة "في انتظار السعادة، 2002"، وفلم "من الرمل إلى الإسفلت،2009" للسيل موسيي وأفلام أخرى فرنسية وألمانية ونمساوية وبلجيكية تم تصويرها في موريتانيا.

شباب أخــر من دار السينمائيين اهتموا بإخراج أفلام نال بعضها نجاحات مميزة وعرض في مهرجانات عربية وإفريقية وأوروبية، نذكر منها "القلب النابض، 2007" للمخرج محمد سالم ولد دندو؛ و"رحلة التامركيت 2007"؟، "صني.. اللعالم الصغير" لمحمد ولد ادوم؛ و"هناك في العاصمة، 2008" لأحمد طالب ولد الطالب خيار؛ و "كومن 2008" لدمب عمر كان.

دار السينمائيين أيضا اهتمت بإنتاج أفلام للشباب الموريتاني الطامح إلى ولوج عالم الفن السابع غير المتخصص، وذلك من خلال برنامج إنتاج وتكوين يسمى "هل تتكلم لغة الصورة؟" وهذا البرنامج السينمائي يهدف على اختيار أربعة عشر مشرعا لأفلام قصيرة لشباب هذه هي أفلامهم الأولى، ويتم إنتاجها على نفقة دار السينمائيين، بينما تكون إعادة كتابة المشروع، والتقطيع الفني للسيناريو، والتصوير والمونتاج لمختلف هذه الأفلام بمثابة ورش تكوين يستفيد منها هؤلاء الشباب في إنتاج أفلامهم المقبلة على الأقل بالنسبة للذين قرروا منهم أن يسلكوا هذا الدرب.

وكذلك تسعى دار السينمائيين إلى حفظ تراث موريتانيا من خلال توثيق مختلف محطاته بالصوت والصورة، ذلك ما يعكف على تنفيذه مركز حفظ التراث السمعي البصري لموريتانيا "كناش" التابع لدار السينمائيين، الذي يحفظ ما مضى للحاضرين ويدون ما يجري لأجيال المستقبل.

وتنظم دار لسينمائيين مهرجان سينمائيا عالميا كل سنة هو مهرجان "الأسبوع الوطني للفلم" ويستضيف المهرجان مخرجين من مختلف أرجاء المعمورة وتعيش العاصمة نواكشوط على وقع الحدث أسبوعا من الاحتفاء بالسينما والسينمائيين موريتانيين كانوا أو أفارقة أو عربا أو عالميين.

غدا.. ربما!
تجارب سينمائية موريتانية بوزن عالمي، وأخرى تشرأب للنهوض..عبد الرحمن سيساغو رائد السينما الموريتانية وفارسها على منصات التتويج العالمية؛ وعبد الرحمن أحمد سالم عراب السينما الموريتانية من داخل موريتانيا.. وبين هذا وذاك تجارب عديدة وسينمائيون متفرقون في أرجاء المعمورة وجوائز وأوسمة وتتويجات، ودار للسينمائيين الموريتانيين في نواكشوط، وجيل من المبدعين الشباب يتلمسون بداية الطريق إلى مستقبل قد يكون مشرقا إذا خبأ في قادم أيامه لحمة بين التجارب السينمائية الموريتانية العالمية الصقيلة، والتي يتابعها الجمهور الموريتاني بشيء من الحذر؛ وتلك التي تنطلق شرارتها من صحراء موريتانيا عساها تصل العالمية أو على الأقل عساها تلتقي في نقطة ما من الطريق بتلك التجارب القادمة من أوروبا ومن فرنسا تحديدا، ذلك اللقاء الذي يراهن عليه المتتبعون للسينما الموريتانية معتبرينه قد يكون نقطة التحول، عندها قد تعيد السلطات التفكير في استراتيجياتها الثقافية وتضع في أجندتها مساحة للفن السابع، وقد يستطيع المهتمون تسويق الديكور الطبيعي الجذاب في موريتانيا، ذلك الذي يبحث عنه صناع السينما في العالم بعد أن استهلكوا كل المناظر الممكنة في أماكن التصوير المشهورة..وعندها أيضا قد يتصالح الجمهور الموريتاني مع السينما ذلك التصالح الذي سيثير بالتأكيد شهية رأس المال الجبان والذي لن يغامر بالاستثمار في السينما ما لم يتأكد 200% أن المردودية المتوقعة تستحق المجازفة..


محمد ولد ادوم

ملف حول السينما الموريتانية منشور في موقع الجزيرة الوثائقية

نفمبر 2009 على الرابط

http://doc.aljazeera.net/followup/2009/11/2009111091754596433.html

هناك تعليق واحد: