الاثنين، 15 فبراير 2010

فنون تحاور السينمائي سالم دندو





السينما والفن محتگران على الرجال مع ظهور نماذج نسائية خارجة عن المألوف

الخميس 11 فبراير-شباط 2010 القراءات: 4

حاوره: حميد عقبي ـ باريس

سالم دندو ـ مدير الانتاج السينمائي بموريتانيا .. شاب درس القانون و اتجه للسينما هو و مجموعة من الشباب الموريتانيين يحاولون شق طريق صعب لاثبات ابداعاتهم في ظل اوضاع سياسية و اقتصادية معقدة و فقر في الدعم الرسمي و مع ذلك هذه الجهود حققت العديد من الانجازات و الحركة السينمائية في تطور رغم كل الصعوبات.. نحلق في هذا الحوار مع تجربة عربية مغمورة و لعلنا نستفيد منها و نحن نحاول اشعال شمعة لعلنا نرى ميلاد السينما اليمنية قريباً ان شاء الله..

<}.. نبذة مختصرة من سيرتكم الذاتية?

أنا سالم دندو من مواليد 1968 بمدينة شنقيط شمال موريتانيا بها تلقيت تعليمي الإبتدائي لأتنقل عبر رحلة مكوكية داخل محافظات أخرى وبفعل ظروف عائلية لإكمال تعليمي الثانوي إلى أن التحقت بجامعة نواكشوط في نهاية الثمانينيات وكانت لدي منذ الطفولة هواية التمثيل المسرحي حيث إلتحقت يومها بالنوادي المدرسية , وعند مجيئي إلى العاصمة نواكشوط لمتابعة تعليمي الجامعي بادرت بصحبة بعض الزملاء إلى تأسيس فرقة مسرحية بإسم فرقة مسر شنقيط وكان لها صيتهاكما التحقت بالاتحاد الوطني لمسرح الهوات وبنادي المسرح الجامعي.

وإلى جانب ذلك كانت هوايتي مشاهدت الأفلام حيث كانت توجد في بعض المدن التي تنقلت خلالها لإكمال تعليمي الثانوي دور للعرض السينمائي قبل أن تختفي بعد ظهور التلفزيون .

تلقيت يومها تكويناً على يد مخرج فلسطيني يدعى خليل الطافش حيث كان ملحقاً بوزارة الثقافة والشباب والرياضة ,استفدت ضمن مجموعات من الهوات من دورات تكوينية متخصصة كانت تنظمها الوزارة بالتعاون مع بعض المراكز الثقافية التابعة للسفارات.

كالمركز الثقافي المصري والمغربي والسوري, تعرفت خلال تلك الدورات على مبادئ الكتابة المسرحية ومبادئ التمثيل والإخراج ,التحقت يومها بالتلفزيون الوطني حيث بدأت بصحبة بعض الزملاء في إعداد برامج تمثيلية ووثائقية لاقت نجاحاً كبيراً , هذا مع مزاولة الدروس الجامعية حتى نلت شهاد المتريز في القانون ولكن كنت حينها قد توغلت في المجال الفني أخرجت مسرحيات وطنية تنقلت بها مع الفرقة للمشاركة في مهرجانات إقليمية كمهرجان المناستير وقرطاج بتونس ومهرجان الطالب الليبي في ليبيا ومهرجانات إفريقية أخرى .

بعدها تفرغت للإنتاج التلفزيوني حيث أنتجت مع الزملاء برامج تلفزيونية ساخرة تعني بالنقد السياسي نالت نصيبها من النجاح قبل أن تتم مصادرتها وفي سنة 2002 التقيت بصحبة زميلي عبدالرحمن أحمد سالم مدير دار السينمائيين حالياً بالمخرج السينمائي الموريتاني عبد الحمن سيساغو وهو في بداية الإعداد لفلمه في انتظار السعادة واختارني لتمثيل أحد الأدوار واختار زميلي كمساعد مخرج مما مكنني من الاطلاع عن قرب على بذلك العملاق وهومازاد لديّ الرغبة في المواصلة في هذا الفن الجميل, دام التصوير ما يقارب الثلاثة أشهر بعدها مباشرة بدأنا نفكر في تأسيس إطار يجمع هوات هذا الفن الراقي ويمكنهم من مزاولة هوايتهم.

وبدعم من عبد الرحمن سيساغو، ذهب زميلي وصديقي ورفيق دربي عبد الرحمن أحمد سالم إلى التكوين في أحد المعاهد الفرنسية وعاد بعد سنتين وبدأت سفينة دار السينمائيين تبحر اعتماداً على أصدقائنا من فرنسا وبلجيكا واستطعنا أن ننظم دورات تكوينية سريعة استفاد منها الجيل الأول وكنت منهم وبدأنا ننشر الثقافة السينمائية في هذا البلد المحافظ من خلال العروض والبث وبدأنا نعمل على برامج منها على سبيل المثال:

ـ برنامج سينما الساحات حيث نعرض أفلاماً في الهواء الطلق يشاهدها الجمهور.

ـ برنامج الشاشة الرحالة حيث ننتقل إلى مناطق نائية في قافلة سينمائية تجوب مختلف المناطق .

وبدأنا نهتم بالإنتاج حيث تم تعييني مديراً للإنتاج بدار السينمائيين وبدأنا ننتج أفلاماً قصيرة لصالح الشباب المستفيدين من التكوين.

حيث أنتجنا في سنة 2007ستة أفلام قصيرة مدة الواحد لاتتجاوز ست دقائق وفي سنة 2008 تم إنتاج 12 فيلماً من 13 دقيقة وفي سنة 2009 تم إنتاج 6 أفلام من 6 دقائق و9 من 13 و2من 52دقيقة و3 من 26 دقيقة منها ماهوتمثيلي مثل فيلم هناك في العاصمة للمخرج الشاب أحمد طالب وفيلم عندما يحدثنا البحر وفيلم كومن لدمبا عمار كان وفيلم المهاج لعبد الله الملقب آلفادي.

ومنها ماهو وثائقي مثل صديقي الذي اختفى لزين العابدين وفيلم الكبة لسالم دندنو وفيلم 1989 لجبريل جاو ..... وغيرهم كثير.

وبالإضافة إلى ذلك ساهمت في إنتاج العديد من الأفلام الكبرى لمخرجين أجانب كنت إما ممثلاً للإنتاج في موريتانيا أو منتجاً منفذاً والأمثلة على ذلك

فيلم فندق الصحراء للمخرجة الألمانية بتينا حسن كنت المنتج المنفذ وتم تصويره في مدينة أنواذيبو الموريتانية.

فيلم خامات تحت الزوارق للمخرج الفرنسي أتييري نيتشة كنت ممثل الإنتاج في موريتانيا.

شاركت في إنتاج فلم زووي زووي المرأة في العلم للمخرج الفرنسي تيتوان لامازو.

كما كنت المنتج المنفذ لفيلم 7915كلم للمخرج النمساوي نيكولاس كير هالتر.

شاركت في إنتاج وإخراج فيلم من الرمل إلى الإسفلت للمخرجة الفرنسية ليسيل موسيي وغيرهم انتجت جميع الأفلام التي قدمتها دار السينمائيين إبان الدورات الثانية والثالثة والرابعة من مهرجان الأسبوع الوطني للفلم هذا بالإضافة إلى بعض المحاولات في مجال الإخراج والكتابة.

<}.. ماهو واقع السينما الموريتانية اليوم و من هم ابرز المخرجين في موريتانيا؟

بدلاً من الحديث عن السينما الموريتانية يطيب لي أن أتحدث عن السينما في موريتانيا لأنه وباعتقادي وحتى اللحظة لم يتمكن السينمائيون الموريتانيون من بلورة ما يمكن أن نطلق عليه السينما الموريتانية.

وللحديث عن واقع السينما في موريتانيا ينبغي أن نعلم أنه واقع يتأرجح بين مستويين اثنين:

الأول: على المستوى الخارجي وهو الأقوى والأبرز حتى الآن ونقصد به ما يمكن أن نسميه السينما الموريتانية المهاجرة والتي تتمثل في مجموعة المخرجين الموريتانيين الذين يعيشون خارج الوطن ويبدعون روائع الأفلام وجيد الإنتاج ويشاركون في مختلف المهرجانات السينمائية العالمية ويحصدون الجوائز والأوسمة وعلى رأس هؤلاء المخرج الموريتاني الكبير عبد الرحمن سيساغو

ثم مجموعة السينمائيين الشباب الذين يعيشون في موريتانيا وهم في الغالب من المنضوين تحت يافطة دار السينمائيين الموريتانيين وهو رغم إرادتهم الكبيرة ورغم إصرارهم الفذ ورغم تسلحهم بالأدوات اللازمة لصناعة السينما من خبرة وقدرات إلا أن عائق الإنتاج يبقى مطروحاً أمامهم مما يجعل إبداعهم مقصوص الجناح خصوصاً في ظل إدارة لا تحفل كثيراً بالفن ولا بالسينما.

وفي ظل غياب تام للمعاهد والمدارس والكليات المتخصصة في السينما فضلاً عن غياب دور العرض وامتهان السينما كمصطلح مبتذل لدى الذائقة الوطنية.

ومن أبرز هؤلاء عبد الرحمن أحمد سالم مخرج أفلام: تاكسي الديمقراطية، نواكشوط رجل وخيمة وعلم......إلخ

ومحمد ولد إدومو مخرج أفلام: تامركيت , صانيا العلم الصغير ......

وجبريل جاو مخرج فلم :1989 وباقي أفراد دار السينمائيين

<}.. هل يجد الشباب السينمائي دعماً حكومياً لمشاريعهم و هل من مؤسسات ثقافية و فنية شعبية تهتم بالحركة السينمائية الموريتانية؟

تحاول دار السينمائيين بجهودها الذاتية تكوين جيل من المبدعين المتمكنين من ناصية الصورة والقادرين على التعبير بواسطة لغة الصورة لكن الدولة والقطاع المشرف على وجه الخصوص والذي لا نعلم هل هو إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة أم إدارة السمعيات البصرية بوزارة الإعلام؟ ما زال لم يلعب دوره الأساسي في جمع هذا الجيل وتوفير فضاءات للعرض وأخرى للإنتاج والتكوين.

كما أنه لا توجد على حد علمي مؤسسات وطنية تعنى بالحركة السينمائية الموريتانية اللهم إذا استثنينا دار السينمائيين الموريتانيين

<}.. هل توجد معاهد تكوين فنية تساهم في الدعم الأكاديمي؟

لا توجد في موريتانيا معاهد للتكوين بالتأكيد.

تأخذ مؤسسة دار السينمائيين على عاتقها هذه المهمة إذ تنظم دورات تكوينية لصالح الشباب الهواة منها ماهو محترف يتم تنظيمه على فترات زمنية تدوم مابين الثلاثة والتسعة أشهر وذلك بالتعاون مع بعض المكونين الأصدقاء المتطوعين الذين يأتون من مختلف الدول الصديقة لهذا الغرض وتتولى دار السينمائيين تكاليف تنقلهم وإقامتهم مدة التكوين.

<}.. موريتانيا دولة قريبة من عدة دول لها نشاطات سينمائية و مهرجانات الم يحدث تاثر؟

فعلاً بدأت موريتانيا في الآونة الأخير تتأثر بالتجربة المغربية فيما استضاف المركز السينمائي المغربي بعثة من السينمائيين الموريتانيين الشباب وتم تدارس سبل التعاون المشترك مما أثمر عن دعوات متبادلة بين مهرجان الأسبوع الوطني للفيلم الموريتاني الذي تنظمه دار السينمائيين كل سنة ومهرجانات مغربية وقد تم إبان الدورة الرابعة من هذا المهرجان توقيع إعلان سمي بإعلان نواكشوط ضم مجموعة مهرجانات إقليمية ودولية بموجبه تتبادل المهرجانات الموقعة الأفلام والخبرات وقد كانت المغرب ممثلة فيه بنائب مدير المركز السينمائي المغربي .

وقد وقع الاتفاق من لدن ممثلين عن مهرجانات أخرى بالسنغال وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وايرلندا .

كما تأثرت السينما في موريتانيا بالتجربة المالية الرائدة في المنطقة.
<}.. افلام الشباب السينمائي الموريتاني هل من ملامح خاصة لها؟

تتميز أفلام الشباب الموريتاني بأنها ما تزال خجولة في طرح بعض المواضيع رغم أنها بدأت تناقش مواضيع كانت إلى وقت قريب تابوهات محظورة كالإرهاب والأحداث الأليمة التي جرت بين موريتانيا والجارة السنغال وتضرر منها مواطنون موريتانيون سنة 1989

لكن الأمر ما زال في بدايته وهو بالتأكيد يبشر بأن المستقبل يحمل تحرراً وجرأة كبيرين للشباب الموريتاني المهتم بالسينما.

كما أن أكبر ميزة الجيل الشاب انه يهتم كثيراً بالسينما المستقلة حيث أنتجت دار السينمائيين لصالح العديد من المخرجين الشباب أفلاماً وثائقية تطرح أفكاراً غاية في الاستقلالية رغم تواضعها من الناحية الفنية وهو أمر مبرر نظر لغياب الإمكانيات .

<}.. هل النشاط السينمائي مقتصر على الشباب أم أن هناك فتيات يحاولن خوض هذا المجال؟

السينما والفن بصفة عامة محتكران على الرجال مع ظهور نماذج نسائية خارجة عن المألوف.

فبالإضافة إلى المونتاج والسيكريبت بدأت المرأة تتولى المهمة الأصعب الإخراج وهناك نماذج من أفلام رائعة أخرجتها نساء موريتانيات.

<}.. المجتمع الموريتاني ذو خصوصية محافظة فهل هذه الخصوصية سببت نوعاً من العائق أمام تطور الفن السينمائي أم أن هناك عوائق أخرى؟

المجتمع الموريتاني بالفعل مجتمع محافظ إلى أبعد الحدود وقد يكون لتلك النظرة المحافظة دور فعال في تأخر ميلاد السينما في موريتانيا وهو فعلا كذلك لأن كلمة سينما تعني في التعبير المجازي في اللغة الحسانية أمراً لا يكتسب أية أهمية وهي في نظرهم ضرب من الجنون والخروج عن نواميس المجتمع..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق